الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

مشكلتي مع استعمال شرائح Power Point في محاضرات المرحلة الجامعية



لقد ساهم اعتماد الأساتذة الجامعيين المفرط على استخدام شرائح PowerPoint إلى عزوف الطلاب عن قراءة الكتب المرجعية، و حتى حضور الدروس وتدوين الملاحظات والقيام بالبحث خارج قاعات الدراسة.
فمؤخراً اعتمدت الجامعات دورات عديدة لأعضاء الهيئة التدريسية لديها بغية تصميم هذه الشرائح وآليات عرضها وروج مشجعو هذه الممارسات بأنه يمكن للطلاب أن يكتسبوا المهارات العملية والمعارف النظرية من دون البحث في الكتب المرجعية والمقالات المحكمة لساعات طويلة والتعرض للمشاكل العملية اليومية.
ربما قدم برنامج Power Point تسهيلات عديدة للمحاضرين لتبدوا محاضراتهم بصورة أنيقة ولكنه بالتأكيد لم يساهم في تحسين مدارك ومهارات الطلاب بل لعله ساهم في الحد من هذا التحسن لأسباب مختلفة.

إن مقارنة طرائق التعليم القائمة على الشرائح مع طرائق أخرى تعتمد على مواجهة مشاكل وحالات واقعية وإيجاد وسائل حلها تظهر مشاكل أساسية لاستعمال هذه الشرائح في تحسين مهارات و معارف الطلاب.

أولها أن هذه الشرائح لا تشجع بأي حال من الأحوال آلية التفكير المعقد لدى الطلاب فهي بطبيعتها تعتمد اختصار المواضيع المعقدة على هيئة رؤوس أقلام أساسية مجردة ومبسطة مع الحد الأدنى من الشرح والأدلة. مما يؤدي إلى استحالة تقديم الفكرة بكاملها من خلال هذه الشرائح.


ثانيها أنها تثبط القدرة التحليلية لدى الطلاب وذلك بسبب وجوب أن يقدم المدرس العوامل والنتائج بصورة مباشرة دون أن أي مهارات استنباطية يقوم بها الطالب أو دراسة تحليلية موسعة. وغالباً ما يقرأ الطالب الشرائح بدل الإنصات الى المدرس وكتابة الملاحظات

ثالثها أن الطالب يعتقد خاطئاً أن الشرائح يجب أن تحوي جميع التفاصيل اللازمة والمطلوبة لحل المسائل والوظائف المنزلية  والاختبارات فبالنسبة له أن النسخ الفوتوغرافي لهذه الشرائح في ذهنه كاف لتحقيق العلامة التامة في الموضوع, وهذا غير ممكن أصلا.

إن الأساس أن نقيس مخارج التعليم عند تقييم أي طريقة من طرائق تقديم المعلومة وليس الصورة التي قدمت بها هذه المعلومة وسوية رضى المدرس والطالب عن هذا التقديم وعليه أقول ليكن اهتمامنا بفعالية التعليم بالوعاء الذي يقدم به.

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

مايجب أن يعرفه الصيادلة عن وباء الإيبولا!

يعتبر تفشي مرض الايبولا الحالي الأكثر انتشاراً على الإطلاق منذ أن بدأ في غينيا في ديسمبر/كانون الاول عام 2013 وانتشر إلى ليبيريا ونيجيريا وسيراليون في أغسطس/آب عام 2014 مخلفاً أكثر ثلاث ألاف اصابة وأكثر من 1500 حالة وفاة.  لقد تم ذكر أول حالة لفيروس ايبولا عام 1976 في جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير). ولكن اندلاع الوباء في 2014 كان الأعنف من حيث عدد المصابين والانتشار الجغرافي خاصة بسبب امكانية سفر هؤلاء المصابين خارج القارة الأفريقية.

ما هي الإيبولا؟
يعتبر مرض فيروس الإيبولا مرضاً نزفياً ويعرف عن الفيروس خمس سلالات. وتعرف المنتشرة منها حالياً بإيبولا زائير بمعدل وفيات وصل الى 53٪. يعتقد أن فيروس الإيبولا يحتاج الى وسيط حيواني. ويعتقد أن تكون العدوى ناجمة تواصل البشر مع بعض فصائل الحيوانات الحاملة للمرض كالقرود والخفافيش.
يمكن ابادة الفيروس باستعمال مجموعات متنوعة من المطهرات، بما في ذلك هيبوكلوريت المستخدم في المعقمات المنزلية وحمامات السباحة. وعليه يكون تطهير الأسطح تدبيراً وقائيا مهما إضافة الى الغسيل المستمر للأيدي. وحتى الآن لا يوجد علاج ناجع للمرض بالرغم من استخدام بعض الأضداد البروتينية وحيدة النسيلة لهذا الغرض.

Ebola in Liberia...epaselect epa04343618 A Liberian woman weeps over the death of a relative from Ebola in the Banjor Community on the outskirts of Monrovia, Liberia 06 August 2014. According to statistics from the World Health Organisation (WHO) 932 patients have died from Ebola in West Africa with most of the latest deaths reported in Liberia. WHO officials are meeting in Geneva to discuss the global implications and response to the outbreak. In Nigeria a second person a nurse who treated an Ebola patient has died.  EPA/AHMED JALLANZO
انتقال المرض وأعراضه:
ينتقل فيروس الإيبولا عن طريق الاتصال المباشر بسوائل جسم المصاب أو من جثث الموتى بسببه. ويدخل الفيروس الجسم عن طريق الأغشية المخاطية أو الجروح أو السحجات، ويمكن أن ينتقل عبر سوائل الجسم الجافة الى السطوح المختلفة كأغطية الأسرة ولا يمكن للفيروس الانتقال عن طريق الاتصال الجنسي.  
ليس هناك خطر من انتقال الفيروس خلال فترة الحضانة (4-16 أيام) بعد الإصابة عن طريق السعال أو العطس وعليه يكون احتمال انتقال العدوى ضئيلاً خلال المراحل المبكرة من المرض.
تتلخص أعراض المرض الأولية بتلك التي تشبه الانفلونزا وهي غير نوعية للمرض مثل: الحمى والإسهال والقيء وآلام العضلات والتهاب الحلق والصداع. وعليه فيجب على الصيادلة ان يقوموا بتحويل المرضى العائدين من مناطق ينتشر فيها هذا الوباء الى المراكز المختصة خاصة عندما يشتكون من هذه الأعراض.
أما الأعراض السريرية فيمكن أن تتطور بسرعة. وتشمل أعراض الجهاز الهضمي (مثل القيء والإسهال) والارتباك والنزيف بما في ذلك احتقان الملتحمة (العين الحمراء) والطفح وألم في الصدر وضيق في التنفس. وقد تكون هذه الأعراض مقدمة لمضاعفات نزفية خطيرة وفشل جهازي.

معالجة فيروس الإيبولا:
يتم التعامل مع المرضى عن طريق تحقيق عزل على مستوى عال ان أمكن يقيد الوصول إليه بفريق طبي متخصص ويستخدم وحدات تهوية مستمرة لمنع احتمال أي عدوى. وتجربة الأدوية البروتينية والأضداد الإنتقائية المتوفرة دون وجود علاج ناجع حتى الآن لها. 

الأحد، 21 سبتمبر 2014

متناقضات الإستعمال الوقائي للستاتينات

تعتبر الستاتينات Statins من أكثر الأدوية انتشاراً واستعمالاً في العالم، فمئات الالاف من البشر بل الملايين يتناولون هذه الأدوية يومياً. وعليه فلا يمر شهر دون أن أحصل على مقال أو دراسة علمية تتحدث عن علاجيات أواستخدامات هذه الأدوية.

بالرغم من هذا الحجم من الدراسات وتعددها وتنوع مجالاتها فإن الإجابة عن سؤالين اثنين لاتزال مجهولة بالنسبة للمعالج الإكلينكي.

السؤال الأول يكمن في أن التقارير المتعلقة بسلامة وفعالية هذه الأدوية لا تزال متضاربة من حيث نتائجها واستنتاجاتها. فالعالم اليوم يؤمن بأن الطب المدعوم بالبرهان Evidence-Based Medicine هو الأساس في وضع خطة علاجية سليمة وفعالة للمرضى.
وعلى الرغم من الإستعمال الواسع لهذه الأدوية، لايزال التناقض والفوضى يعتري نتائج السلامة والفعالية المتعلقة بها. وعليه يصبح توحيد الجهود فيما يتعلق بهذا الموضوع أمراً ضرورياً لأننا وبلا شك بحاجة الى دراسات سريرية Clinical Studies مصممة بطريقة أفضل لنحصل على نتائج أكثر تعبيراً عن الواقع نستطيع تفسيرها بشكل يسمح للمعالج والمريض على حد سواء بالحصول على أجوبة موثوقة وتساعدهم في اتخاذ قراراتهم العلاجية. إن أدوية منتشرة الإستعمال الى هذه الدرجة كالستاتينات يجب أن تكون مثالاً لتطبيق  الطب المدعوم بالبرهان Evidence-Based Medicine  وليس نموذجاً في فوضى المعلومات المتضاربة.

السؤال الثاني يكمن في أهمية ودلالة الأرقام والنتائج المتعلقة باستخدام هذه الأدوية. فبينما يصرّ فريق من الأطباء والباحثين أنه لا يمكن لأي عاقل أن يرفض علاجاً آمناً (الستاتينات) قادراً على أن يخفض الإصابة  الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 1/200. يصر الفريق الآخر على أن هذه النسبة 1/200 تشكل رقماً تافهاً ومكسباً هزيلا مقارنة بالكلفة التي سيتكبدها المريض.


 ولكن الواقع هو أن كل مريض هو حالة فريدة خاصة. وأننا كمقدمين للرعاية الصحية من أطباء وصيادلة اكلينيكيين نختلف في تطلعاتنا وأهدافنا والأدوات التي نستخدمها للوصول الى خطة علاجية لمرضانا.


وعليه فإننا يجب أن نعلم جيداً بأننا حين ننصح بالإستعمال الوقائي للستاتينات أو لأي أدوية أخرى فإننا نقوم بعمل يتخلله الكثير من الخطورة ويتعلق تماماً بأولويانتا في المعالجة. إن الإستعمال الوقائي Preventive Use للستاتينات هو موازنة دقيقة للفوائد والمخاطرخاصة في ظل معلومات متناقضة فيما يتعلق بهذا الموضوع. ويجب أن يُتخذ هذا القرار بناءاً على أولويات المريض والمعالج ومعرفة واضحة وشاملة بمستجدات هذا الموضوع. وعليه يبقى من المهم أن نعرف أن أولويات المريض في العلاج قد تختلف كلياً عن أولويات المعالج ولهذا وجب التواصل حول هذه الأوليات لتحقيق فهم مشترك لأهداف وأليات خطة العلاج.



الجمعة، 12 سبتمبر 2014

أستعمال المدرات سلاح ذو حدين !!


رجل يبلغ من العمر 80 عاماً يعاني من أعراض فشل القلب الإحتقاني Congestive )Heart Failure (CHF. يشكل الحمل الزائد الناتج عن تراكم السوائل صعوبة في التنفس لديه ناجم عن ظهور للوذمة.  تم زيادة جرعة دواء Furoseminde) له من 20 ملغ يوميا  إلى 40 ملغ يوميا للمساعدة في تعزيز التخلص من السوائل.
بعد ثلاثة أيام، لم تحقق الزيادة في جرعة المدر (Furosemide)  تأثير كافياً وعليه تمّ إضافة (Zaroxolyn)  بعيار 5 ملغ يومياُ للمساعدة على التخلص من السوائل مع متابعة مخبرية لتركيز الشوارد electrolytes والكرياتينين مدة أسبوعين اعتباراً من بدء المعالجة بدواء (Zaroxolyn) .


كانت سوية البوتاسيوم الأساسية قبل الزيادة في جرعة (Furosemide) وإضافة دواء (Zaroxolyn)  بمعدل 3,5 الى 7,5 ملمول/ل. ولكم وبعد أسبوعين من العلاج بدواء (Zaroxolyn) وزيادة جرعة (Furosemide)  انخفض التركيز الى مستوى حرج أقل من 2.4 ملمول/ل.

لماذا أذكر هذه الحالة؟

هذه الحالة هي مجرد تذكير بسيط بضرورة الفحص المخبري المستمر عند بدء العلاج بالمدرات، وخاصة عند استعمال جرعات عالية منها. فالمرضى قد يعانون من آثار خطيرة جداً وبوقت قصير جداً إن لم نعمل على التحقق مخبريا من الآثار الجانبية لإستعمال المدرات وبصورة مستمرة.

إن هذا الفحص المستمر سيسمح لنا بتغير الجرعة أو تواترها عند إقتراب الخطر. وبدونه فإننا نلقي بالمريض الى مصير مجهول وخطير جداً.

الخميس، 21 أغسطس 2014

ماذا يعني أن تكون صيدلانياً اكلينيكياً؟

حيثما كنت سواء في الجامعة، أو الصيدلية، أو المستشفى فإنني أشعر دائماً أنني أحاول تثقيف من حولي عن ما يمكن للصيدلاني الإكلينيكي أن يوفره للمرضى و لبقية الطاقم الصحي الذي حوله من أطباء وممرضات.

منذ أن قبلت في كلية الصيدلة، استهوتني القراءة عن كيفية إدارة الدواء والعلاج Medication and Therapeutics Management واختصاص الصيدلة السريرية  Clinical Pharmacy، وغالباً ما كنت أشعر أنني قادم من عالم آخر عندما كنت أتحدث عن هذه المواضيع إلى أصدقائي منذ الصغر وهم جميعهم تقريبا من خارج عالمنا الصيدلاني، فجميعهم فهموا أن للطبيب دور وللصيدلاني دور أما أن يكون الصيدلاني اكلينيكياً فهي بالنسية لهم ضرب من الرفاهية الفارغة عديمة المعنى.

أثناء ممارستي للمهنة في الولايات المتحدة عملت كصيدلاني استشاري في إحدى دور المسنين، كنت في ذلك الوقت جديد العهد بالمهنة، ولست على قدرة كاملة على تسويق الخدمات الصحية التي يستطيع الصيادلة تقديمها. لست أدري إن كان هذا القصور سببه ضعفي في تسويق هذه الخدمات أو أن هذه الخدمات بحد ذاتها ليست على المستوى المطلوب أو أنه لم تكن حاجة حقيقية لها.


وكانت الصدمة الحقيقية عندما سألني أحد الإداريين في ذلك الدار سؤالاً لم أتوقعه. كان السؤال ببساطة: لماذا نحن بحاجة الى شخص آخر لمراجعة أدوية مرضانا خاصة وأنه قد تمت مراجعتها وبإسهاب من قبل الطبيب والممرضات؟ ربما لم يكن السؤال متوقعاً ولكنه كان سؤال محقاً. ربما لو كنت في مكان هذا الإداري لسألت السؤال نفسه.

إننا كصيادلة نشعر يومياً بعبء ثقيل وعقبة عملاقة نواجهها في محاولاتنا اليومية لإثبات قيمة ما نقوم به من خدمات صحية.

في ذلك الوقت، لم أكن قادراً على الإجابة بل شعرت بالغبن وعدم قدرة من حولنا على فهم أهمية ما نقدمه كصيادلة اكلينيكيين. كان يمكنني بالتأكيد أن أسرد لهذا الشخص قائمة  مطولة عن الدراسات والتقارير التي تثبت قيمة ما نقوم به والتوفير الكبير في تكاليف الرعاية الصحية عندما يقوم الصيدلاني بدوره الإكلينيكي، علاوة على تحسين النتائج الصحية المتعلقة بحالة المريض ونوعية الحياة التي سنوفرها له ورضاه عن العلاج.... ولكنني لم أفعل!!!

أحسست أن هذا السرد سيكون مملاً جداً. ورغم أني لم أجب عن هذا السؤال عندها إلا أن صداه بقي يتردد في أذني حتى الآن... الآن وبعد أكثر من 10 سنوات على هذه الحادثة أستطيع أن أقول أن لدي القدرة الحقيقية للإجابة عن هذا السؤال.

يجب أن نعترف تماماً أن من حولنا من أفراد الطاقم الصحي والإداريين لا يعرفون سوى القليل جدا عن الصيدلة. ولكن دعوني أحاول أن أفهم ماذا يجري في ذهن هذا الإداري؟

 أليس الطبيب قادراً على مراجعة أدوية مرضاه وبدقة؟ ألا يقوم الطبيب بقراءة مستفيضة للنتائج المخبرية لهؤلاء المرضى؟ ألا يأخذ الطبيب بعين الاعتبار مخاوف المريض وخصوصيته ووضعه؟ أنا متأكد أن جميع زملائي سيجيبون بالإيجاب على جميع الأسئلة السابقة.

ببساطة نحن لا نقوم  بأي شيء مختلف عما يقوم به الطبيب ظاهرياً. ورغم أننا نقوم بالأمور ذاتها إلا أننا نستخدام أدوات مختلفة. لدينا عدسة مختلفة لننظر من خلالها عند تقييمنا للمرضى، ولهذا وجب أن نعمل جميعا مع الأطباء وطاقم التمريض ضمن فريق واحد.

اسمحوا لي هنا أن أشرح ما أقول بصورة أوضح. فعندما يرى الطبيب المريض يتحول الى المراحل النهائية من فقدان الذاكرة أرى أنا كصيدلاني اكلينيكي زيادة غير مبررة في جرعة الفينوتئين أدت الى ظهور أعراضه السمية. وحين يلاحظ الطبيب جفافاً في عين مريضه، أرى تكرارا غير مبرراً للأدوية المضادة للكولينAnticholinergic Drugs. وحين يلاحظ الطبيب تفاقماً لقصور القلب عند مريضه،  ألاحظ أن المريض قد بدأ مؤخرا باستعمال دواء السيليكوكسيب Celexoxib  لمعالجة ألمه.

أما حين يرى الطبيب تفاقماً في أعراض النقرس عند مريضه، فأرى أن  الطبيب قد وصف لمريضه مؤخراً الهيدروكلوروثيازيد Hydrochlothiazide لمعالجة ضغط الدم. وأرى مشكلة كبيرة عندما يوقف الطبيب دواء الريفامبين Rifampin بصورة مفاجأة لمريضه المصاب بالتهاب نقي العظام، أو أيقافه فجأة لمريض يتناول الوارفارين من دون مراقبة (INR).

إننا كصيادلة ننظر الى مرضانا من خلال عدسة خاصة بنا هي عدسة الصيدلاني. وهو منظور يتيح لنا التركيز على مشاكل مرضانا الناتجة عن استخدام أو ايقاف أو عدم استخدام الأدوية وما يتنج عن ذلك من آثار سلبية على المرضى.

هذه هي الإجابة التي استغرقني الوصول اليها أكثر من عشر سنين...

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

الأيبوبروفين واستعماله كمضاد للألم عند كبار السن

أثناء ممارستي للمهنة في إحدى العيادات الخارجية للمستشفى، تقدمت امرأة عمرها 78 عاماً ولها تاريخ مرضي يتضمن فشل العضلة القلبية واجراء عملية لإصلاح الصمام التاجي الى الصيدلية بوصفة للحصول على دواء الايبوبروفين عيار 400 مغ لمعالجة آلام الظهر.التي تعاني منها. وهو ماتمّ وصفه لها سابقاً من أحد الأطباء و قد أكدت تحسن آلامها عند استخدامه.  


وسرعان ما سؤلنا فيما إذا كان من المناسب صرف الدواء لهذه المريضة. وبطبيعة الحال قمنا بالقاء نظرة سريعة على الأدوية الموصوفة لهذه المريضة والتي تستخدمها فكان الجدول التالي:
  • الأسبرين 81 مغ يومياً Aspirin
  • الكلوبيدوغريل 75 مغ Clopidogrel
  • لوزينوبريل 5 مغ Losinopril  


وقد تأكدنا من أن الأيبوبروفين كان قد وصف للمريضة سابقاً من قبل أحد الأطباء في العيادات الخارجية للمستشفى. وهاهو يوصف اليوم لتخفيف آلام الظهر لدى مريضتنا.

ولكن عند مراجعة النتائج المخبرية للمريضة لاحظنا انخفاضا ملحوظا في عدد الصفائح الدموية من 214 الفاً إلى 147 ألفاً خلال فترة لم تتجاوز 48 ساعة.

لم يكن الهيبارين سبباً في هذا الإنخفاض، فمريضتنا أصلاً لا تتناول الهيبارين أو أي مضاد آخر للتخثر. 

من الظاهر أن مريضتنا أيضاً تعاني من احتباس للسوائل مرتبط بحالة قصور العضلة القلبية الموجودة لديها كان يدل عليه تضخم ملحوظ في ذراعيها.

 
الإيبوبروفين هو مضاد للرثية غير ستيرودي يتم استخدامه على نطاق واسع بمثابة مسكن وعلاج لإلتهابات المفاصل والروماتيزم. ومع ذلك، فإن هناك العديد من الأمور التي تحول دون صرفه لمريضتنا هذه.

يمنع الايبوبروفين تراكم الصفائح الدموية. مما يزيد من خطورة النزيف عندها. وينطبق هذا الأمر على مريضتنا بشكل خاص نظراً لإنخفاض عدد الصفائح الدموية لديها خلال فترة قصيرة من الزمن.
إن استعمال الأيبوبروفن لفترة طويلة يؤدي الى زيادة في احتباس السوائل وظهور الوذمة  المحيطية لذلك وجب تجنب استخدامه لهذه المريضة إذا كان ذلك ممكنا.

مريضتنا أيضا تستخدم الليزينوبريل لمعالجة ارتفاع ضغط الدم. وهناك دراسات موثقة عن مخاطر استخدام الايبوبروفين ومثبطات ACE بالتزامن على الكلى.
كما تم ربط استخدام الايبوبروفين مع انخفاض تدفق الدم الكلوي بسبب تثبيطه للبروستاغلاندين. وعليه كان من الواجب تجنب الأيبوبروفين تماماً عند هذه المريضة. 

هناك عدد من المسكنات الأخرى التي يمكن للصيدلاني التوصية باستخدامها كبديل للايبوبروفين في هذه الحالة.
استخدام الترامادول بجرعة صغيرة نسبياً قد يكون فعالاً عند هذه المريضة وبآثار جانبية أقل بالمقارنة مع الايبوبروفين، وبخاصة في المرضى المصابين بقصور في القلب. 

كما أن جرعات صغيرة نسبياً من مشتقات الكودئين الفموية بالإضافة الى الباراسيتامول، وعلى المدى القصير قد تكون حلاً مقبولاً أيضاً، ويجب ألا ننسى أن استعمال هذه الأدوية عند كبار السن يرتبط بازدياد حالات السقوط و توقف الجهاز التنفسي لذلك يجب أن تكون فترة العلاج قصيرة ما أمكن وأن تستعمل هذه الأدوية عند فشل الترامادول في تحقيق الراحة المطلوبة للمريض.

وعليه وبعد مخاطبة الطبيب الواصف للأيبوبروفين طلبنا من المريضة التوقف عن استعماله و استبداله بالترامادول بجرعة 50 مغ تعطى كل 4-6 ساعات حسب الحاجة.

الاثنين، 18 أغسطس 2014

ما يجب أن يعرفه الصيدلاني عن الميتفورمين

الميتفورمين أحد أدوية السكري من مجموعة البيغونايد biguanide.  الميتفورمين جيد التحمل عادة إلى حد ما طالما استطعنا تجنب الأعراض المعدية المعوية المرافقة لتناوله. ان بدء المريض مباشرة على جرعة عالية من الميتفورمين قد يؤدي الى ظهور هذه الآثار الجانبية المعدية والمعوية بشدة فجرعة 1000 ملغ مرتين في اليوم لمريض كبير في السن (جرعة عالية نسبياً) قد تؤدي الى ظهور أعراض كالغثيان أو تغيير في بنية البراز، وعليه يوقف الدواء ويضاف الى قائمة الأدوية التي لا يستطيع مريضنا تحملها وهذا أمر محبط! لأن الطبيب لن يصف هذا الدواء له في المستقبل وسيكون المريض متردداً لتناوله مرة أخرى، بدون سبب حقيقي لذلك.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من فشل في وظائف الكلى يجب توخى الحذر عند تناولهم للميتفورمين، كما يزداد خطر حدوث الحماض اللبني Lactic Acidosis (نادر جدا) في المرضى الذين يتناولون الميتفورمين ويعانون من ضعف وظائف الكلى.

هناك بعض الدراسات التي تتحدث عن العلاقة بين نقص فيتامين B12 واستخدام الميتفورمين. سريريا ومن خبرات شخصية وخبرات زملائي لم نلاحظ حدوث ذلك في أكثر من بضع حالات فقط. وعليه يبدو أن هذه العلاقة نادرة الحدوث.

 إذا ظهرت أعراض نقص الفيتامين B12 عند المريض مثل فقر الدم، فإنه من المفيد النظر في فحص مستوى فيتامين B12 وتحديد العلاج المناسب، ولكن يبقى هذا الأمر نادر الحدوث جدا.