لقد ساهم اعتماد الأساتذة الجامعيين المفرط
على استخدام شرائح PowerPoint إلى عزوف
الطلاب عن قراءة الكتب المرجعية، و حتى حضور الدروس وتدوين الملاحظات والقيام بالبحث
خارج قاعات الدراسة.

ربما قدم برنامج Power Point تسهيلات عديدة
للمحاضرين لتبدوا محاضراتهم بصورة أنيقة ولكنه بالتأكيد لم يساهم في تحسين مدارك ومهارات
الطلاب بل لعله ساهم في الحد من هذا التحسن لأسباب مختلفة.
إن مقارنة
طرائق التعليم القائمة على الشرائح مع طرائق أخرى تعتمد على مواجهة مشاكل وحالات
واقعية وإيجاد وسائل حلها تظهر مشاكل أساسية لاستعمال هذه الشرائح في تحسين مهارات و معارف الطلاب.
أولها أن هذه الشرائح لا تشجع بأي حال من
الأحوال آلية التفكير المعقد لدى الطلاب فهي بطبيعتها تعتمد اختصار المواضيع
المعقدة على هيئة رؤوس أقلام أساسية مجردة ومبسطة مع الحد الأدنى من الشرح
والأدلة. مما يؤدي إلى استحالة تقديم الفكرة بكاملها من خلال هذه الشرائح.
ثانيها أنها تثبط القدرة التحليلية لدى
الطلاب وذلك بسبب وجوب أن يقدم المدرس العوامل والنتائج بصورة مباشرة دون أن أي
مهارات استنباطية يقوم بها الطالب أو دراسة تحليلية موسعة. وغالباً ما يقرأ الطالب
الشرائح بدل الإنصات الى المدرس وكتابة الملاحظات
ثالثها أن الطالب يعتقد خاطئاً أن الشرائح
يجب أن تحوي جميع التفاصيل اللازمة والمطلوبة لحل المسائل والوظائف المنزلية والاختبارات فبالنسبة له أن النسخ الفوتوغرافي
لهذه الشرائح في ذهنه كاف لتحقيق العلامة التامة في الموضوع, وهذا غير ممكن أصلا.
إن الأساس أن نقيس مخارج التعليم عند تقييم
أي طريقة من طرائق تقديم المعلومة وليس الصورة التي قدمت بها هذه المعلومة وسوية
رضى المدرس والطالب عن هذا التقديم وعليه أقول ليكن اهتمامنا بفعالية التعليم بالوعاء
الذي يقدم به.