الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

مايجب أن يعرفه الصيادلة عن وباء الإيبولا!

يعتبر تفشي مرض الايبولا الحالي الأكثر انتشاراً على الإطلاق منذ أن بدأ في غينيا في ديسمبر/كانون الاول عام 2013 وانتشر إلى ليبيريا ونيجيريا وسيراليون في أغسطس/آب عام 2014 مخلفاً أكثر ثلاث ألاف اصابة وأكثر من 1500 حالة وفاة.  لقد تم ذكر أول حالة لفيروس ايبولا عام 1976 في جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير). ولكن اندلاع الوباء في 2014 كان الأعنف من حيث عدد المصابين والانتشار الجغرافي خاصة بسبب امكانية سفر هؤلاء المصابين خارج القارة الأفريقية.

ما هي الإيبولا؟
يعتبر مرض فيروس الإيبولا مرضاً نزفياً ويعرف عن الفيروس خمس سلالات. وتعرف المنتشرة منها حالياً بإيبولا زائير بمعدل وفيات وصل الى 53٪. يعتقد أن فيروس الإيبولا يحتاج الى وسيط حيواني. ويعتقد أن تكون العدوى ناجمة تواصل البشر مع بعض فصائل الحيوانات الحاملة للمرض كالقرود والخفافيش.
يمكن ابادة الفيروس باستعمال مجموعات متنوعة من المطهرات، بما في ذلك هيبوكلوريت المستخدم في المعقمات المنزلية وحمامات السباحة. وعليه يكون تطهير الأسطح تدبيراً وقائيا مهما إضافة الى الغسيل المستمر للأيدي. وحتى الآن لا يوجد علاج ناجع للمرض بالرغم من استخدام بعض الأضداد البروتينية وحيدة النسيلة لهذا الغرض.

Ebola in Liberia...epaselect epa04343618 A Liberian woman weeps over the death of a relative from Ebola in the Banjor Community on the outskirts of Monrovia, Liberia 06 August 2014. According to statistics from the World Health Organisation (WHO) 932 patients have died from Ebola in West Africa with most of the latest deaths reported in Liberia. WHO officials are meeting in Geneva to discuss the global implications and response to the outbreak. In Nigeria a second person a nurse who treated an Ebola patient has died.  EPA/AHMED JALLANZO
انتقال المرض وأعراضه:
ينتقل فيروس الإيبولا عن طريق الاتصال المباشر بسوائل جسم المصاب أو من جثث الموتى بسببه. ويدخل الفيروس الجسم عن طريق الأغشية المخاطية أو الجروح أو السحجات، ويمكن أن ينتقل عبر سوائل الجسم الجافة الى السطوح المختلفة كأغطية الأسرة ولا يمكن للفيروس الانتقال عن طريق الاتصال الجنسي.  
ليس هناك خطر من انتقال الفيروس خلال فترة الحضانة (4-16 أيام) بعد الإصابة عن طريق السعال أو العطس وعليه يكون احتمال انتقال العدوى ضئيلاً خلال المراحل المبكرة من المرض.
تتلخص أعراض المرض الأولية بتلك التي تشبه الانفلونزا وهي غير نوعية للمرض مثل: الحمى والإسهال والقيء وآلام العضلات والتهاب الحلق والصداع. وعليه فيجب على الصيادلة ان يقوموا بتحويل المرضى العائدين من مناطق ينتشر فيها هذا الوباء الى المراكز المختصة خاصة عندما يشتكون من هذه الأعراض.
أما الأعراض السريرية فيمكن أن تتطور بسرعة. وتشمل أعراض الجهاز الهضمي (مثل القيء والإسهال) والارتباك والنزيف بما في ذلك احتقان الملتحمة (العين الحمراء) والطفح وألم في الصدر وضيق في التنفس. وقد تكون هذه الأعراض مقدمة لمضاعفات نزفية خطيرة وفشل جهازي.

معالجة فيروس الإيبولا:
يتم التعامل مع المرضى عن طريق تحقيق عزل على مستوى عال ان أمكن يقيد الوصول إليه بفريق طبي متخصص ويستخدم وحدات تهوية مستمرة لمنع احتمال أي عدوى. وتجربة الأدوية البروتينية والأضداد الإنتقائية المتوفرة دون وجود علاج ناجع حتى الآن لها. 

الأحد، 21 سبتمبر 2014

متناقضات الإستعمال الوقائي للستاتينات

تعتبر الستاتينات Statins من أكثر الأدوية انتشاراً واستعمالاً في العالم، فمئات الالاف من البشر بل الملايين يتناولون هذه الأدوية يومياً. وعليه فلا يمر شهر دون أن أحصل على مقال أو دراسة علمية تتحدث عن علاجيات أواستخدامات هذه الأدوية.

بالرغم من هذا الحجم من الدراسات وتعددها وتنوع مجالاتها فإن الإجابة عن سؤالين اثنين لاتزال مجهولة بالنسبة للمعالج الإكلينكي.

السؤال الأول يكمن في أن التقارير المتعلقة بسلامة وفعالية هذه الأدوية لا تزال متضاربة من حيث نتائجها واستنتاجاتها. فالعالم اليوم يؤمن بأن الطب المدعوم بالبرهان Evidence-Based Medicine هو الأساس في وضع خطة علاجية سليمة وفعالة للمرضى.
وعلى الرغم من الإستعمال الواسع لهذه الأدوية، لايزال التناقض والفوضى يعتري نتائج السلامة والفعالية المتعلقة بها. وعليه يصبح توحيد الجهود فيما يتعلق بهذا الموضوع أمراً ضرورياً لأننا وبلا شك بحاجة الى دراسات سريرية Clinical Studies مصممة بطريقة أفضل لنحصل على نتائج أكثر تعبيراً عن الواقع نستطيع تفسيرها بشكل يسمح للمعالج والمريض على حد سواء بالحصول على أجوبة موثوقة وتساعدهم في اتخاذ قراراتهم العلاجية. إن أدوية منتشرة الإستعمال الى هذه الدرجة كالستاتينات يجب أن تكون مثالاً لتطبيق  الطب المدعوم بالبرهان Evidence-Based Medicine  وليس نموذجاً في فوضى المعلومات المتضاربة.

السؤال الثاني يكمن في أهمية ودلالة الأرقام والنتائج المتعلقة باستخدام هذه الأدوية. فبينما يصرّ فريق من الأطباء والباحثين أنه لا يمكن لأي عاقل أن يرفض علاجاً آمناً (الستاتينات) قادراً على أن يخفض الإصابة  الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 1/200. يصر الفريق الآخر على أن هذه النسبة 1/200 تشكل رقماً تافهاً ومكسباً هزيلا مقارنة بالكلفة التي سيتكبدها المريض.


 ولكن الواقع هو أن كل مريض هو حالة فريدة خاصة. وأننا كمقدمين للرعاية الصحية من أطباء وصيادلة اكلينيكيين نختلف في تطلعاتنا وأهدافنا والأدوات التي نستخدمها للوصول الى خطة علاجية لمرضانا.


وعليه فإننا يجب أن نعلم جيداً بأننا حين ننصح بالإستعمال الوقائي للستاتينات أو لأي أدوية أخرى فإننا نقوم بعمل يتخلله الكثير من الخطورة ويتعلق تماماً بأولويانتا في المعالجة. إن الإستعمال الوقائي Preventive Use للستاتينات هو موازنة دقيقة للفوائد والمخاطرخاصة في ظل معلومات متناقضة فيما يتعلق بهذا الموضوع. ويجب أن يُتخذ هذا القرار بناءاً على أولويات المريض والمعالج ومعرفة واضحة وشاملة بمستجدات هذا الموضوع. وعليه يبقى من المهم أن نعرف أن أولويات المريض في العلاج قد تختلف كلياً عن أولويات المعالج ولهذا وجب التواصل حول هذه الأوليات لتحقيق فهم مشترك لأهداف وأليات خطة العلاج.



الجمعة، 12 سبتمبر 2014

أستعمال المدرات سلاح ذو حدين !!


رجل يبلغ من العمر 80 عاماً يعاني من أعراض فشل القلب الإحتقاني Congestive )Heart Failure (CHF. يشكل الحمل الزائد الناتج عن تراكم السوائل صعوبة في التنفس لديه ناجم عن ظهور للوذمة.  تم زيادة جرعة دواء Furoseminde) له من 20 ملغ يوميا  إلى 40 ملغ يوميا للمساعدة في تعزيز التخلص من السوائل.
بعد ثلاثة أيام، لم تحقق الزيادة في جرعة المدر (Furosemide)  تأثير كافياً وعليه تمّ إضافة (Zaroxolyn)  بعيار 5 ملغ يومياُ للمساعدة على التخلص من السوائل مع متابعة مخبرية لتركيز الشوارد electrolytes والكرياتينين مدة أسبوعين اعتباراً من بدء المعالجة بدواء (Zaroxolyn) .


كانت سوية البوتاسيوم الأساسية قبل الزيادة في جرعة (Furosemide) وإضافة دواء (Zaroxolyn)  بمعدل 3,5 الى 7,5 ملمول/ل. ولكم وبعد أسبوعين من العلاج بدواء (Zaroxolyn) وزيادة جرعة (Furosemide)  انخفض التركيز الى مستوى حرج أقل من 2.4 ملمول/ل.

لماذا أذكر هذه الحالة؟

هذه الحالة هي مجرد تذكير بسيط بضرورة الفحص المخبري المستمر عند بدء العلاج بالمدرات، وخاصة عند استعمال جرعات عالية منها. فالمرضى قد يعانون من آثار خطيرة جداً وبوقت قصير جداً إن لم نعمل على التحقق مخبريا من الآثار الجانبية لإستعمال المدرات وبصورة مستمرة.

إن هذا الفحص المستمر سيسمح لنا بتغير الجرعة أو تواترها عند إقتراب الخطر. وبدونه فإننا نلقي بالمريض الى مصير مجهول وخطير جداً.