المقدمة

بالرغم من إثبات فوائد الإرضاع الطبيعي في أكثر من دراسة، يقوم الصيادلة و أصحاب المهن الصحية الأخرى بنصح الأمهات بعدم الإرضاع عند تناولهم للأدوية فيما يعتبر تصرفاً حكيماً لحماية الرضيع. إلا أن الخبرة العملية و الدراسات الجارية تثبت إمكان ضمان التوافق بين استمرار تناول الدواء و الإرضاع. و الحقيقة أن دور الإرضاع في زيادة مناعة الرضيع إضافة إلى الفوائد الأخرى قد يرجح أن تستمر الأم في الإرضاع حتى أثناء تناولها الدواء خاصة و أنه قد تمَّ تطوير العديد من الطرائق التي تضمن سلامة تناول الآم للأدوية أثناء الإرضاع.
إن ثثبيط الأمهات عن الإرضاع يؤدي بالضرورة إلى إختفاء التأثيرات الصحية الجيدة له عن الأم و رضيعها و من الجدير بالذكر أن أكثر من مليون أم قد توقفت في 2006 عن الإرضاع بسبب تناولهم لدواء ما لم يرغبن بأن يصل هذا الدواء إلى أطفالهن. إن التدخل الإيجابي للصيادلة عن طريق التقييم التوافق بين الدواء المستخدم و الإرضاع وإتباع طرق نصح المرضى المتطورة سوف يساهم في أن لا يكون التوقف عن الإرضاع نتيجة تلقائية لتناول الأدوية و بالتالي يستفيد أكثر من 4 ملايين رضيع سنويا من فوائد الإرضاع الطبيعي(1).