برنامج الإرضاع وتطور حليب الأم

يُنصح الأمهات بإرضاع حديثي الولادة كل ساعة ونصف إلى ثلاث ساعات على مدار الساعة وذلك بسبب الحجم الصغير لمعدة الوليد التي لا تتجاوز 5-7 مل وعدم إكتمال كمية الحليب الذي تنتجه الأم بصورة كافية مما يعني عدم قدرة الرضيع على كميات كبيرة من كل رضعة.

خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد الولادة تنتج الأم اللبأ و الذي يحتوي نسبة عالية من الروتينات و الأضاد ويقوم بدور مسهل للرضيع.
 تبدأ الأم في الأيام 4-7 بعد الولادة بإنتاج حليب مرحلي يحوي نسباً مرتفعة من الدُسم واللاكتوز تساعد الرضيع على اكتساب الوزن الذي فقده أثناء الولادة.
إبتداءً من اليوم السابع إلى العاشر ينضج الحليب الذي تنتجه الأم والذي يتميز بنسبة عالية من الماء تضمن تزويد الرضيع بالماء الذي يحتاجه و تجنب التجفاف. يحتوي هذا الحليب أيضاً على الكاربوهيدرات والبروتينات والدُسم اللازمة لنمو الرضيع وإمداده بالطاقة. يقسم هذا الحليب إلى نوعين الأول يدعى الحليب البدئي Foremilk وهو الحليب المقدم خلال الفترة الأولى من إرضاع الطفل وهو غني بالماء والفيتامينات والبروتينات ويليه نوع آخر هو الحليب التالي Hindmilk الغني بالدُسم والذي يساعد بصورة مباشرة في زيادة وزن الرضع. وعليه تؤثر هذه المراحل المختلفة على إمكانية إنتقال الأدوية المنحلة في الدُسم إلى الرضيع.
هناك عوامل أخرى تتعلق بالرضيع، فللرضّع القدرة على امتصاص ونزع سميّة وإطراح الأدوية بدرجات مختلفة. يشكل الماء نسبة عالية من وزن الرضيع ولهذا نحتاج إلى جرعات عالية (بالنسبة للوزن) من الأدوية المنحلّة في الماء. كذلك يملك الرضع طبقة غير ناضجة من الجلد الخارجي المتقرن مما يجعلهم أكثر تأثراً بالأدوية الموضعية و تكون تصفية بعض الأدوية (مثل الثيوفيللين والفينيتوئين) في بعض الأحيان أسرع عند الرضع من البالغين(6). يمتلك الرضيع جهازاً هضمياً غير مكتمل مما ينتج عنه بيئة أقل حمضية تؤدي إلى تغير في شدة وكمية الدواء الممتصة والتي يتم استقلابها. يزداد أيضاً زمن البقاء داخل الأنبوب الهضمي بسبب بطء الحركة المعوية. كذلك تؤدي قلّة كميات الأنزيمات الإستقلابية في الجهاز الهضمي والكبد والكلى والدماغ إلى ضعف في قدرة الرضيع على استقلاب الأدوية. يضاف إلى ذلك عدة عوامل أخرى مثل العوامل الجينية والبيئة والأمراض ونوع المعالجة المستخدمة ونمو الرضيع وتطوره.
تساهم جميع هذه العوامل في زيادة درجة تعقيد عملية تحديد توافق استخدام الدواء أثناء الإرضاع وعليه يجب على الصيادلة أخذ جميع العوامل السابقة بعين الإعتبار عند تقييم سلامة استمرار الإرضاع عند تناول دواء معين من قبل الأم.